كان يامكان

- كان يامكان , كانت ستى الحاجة بتقعد وتجمعنا وسط الدّار.
- كانت تحكى حكاوى جميلة كات شدّانا ليل ونهار .
- وأنا مش ناسى ليلة موتها , كانت تعبانه , بس قالت لى :-
* اوعى ياولدى .!. , يابن عطيه ضنايه الغالى ,!
* اوعى تسبح باسم الحاكم , اوعى تنافق , اوعى تكون أبداً غدّار .
- رغم تعبها أصرّت تحكى حكاية طويله .
* قلت ياستى بلاش الليله .* قالت يابنى وانا اضمن عمرى ؟ دربك باديه الاعمار .
والحكايادى أهم حكايه , احفظها واعملها روايه .
ولا قصيده وتعلمها لكل الدنيا صغار وكبار .
- أنا هحكيلك يابن الغالى حكاية العمده . اللى طاقيته سبع تشبار .
- اللى مسلط غفره علينا , نهب وسرقة وقلة قيمة واستهتار .
- واللى يعارض أو يتكلم , كان يرميه فى السجن بتاعى , اللى بانيه تحت الدوّار .
- كان الظلم مسوّد قلبه , وكان الملك منسيه ربّه , كان من ظلمه ؟
كان من ظلمه تبص فى عينه تحس انها بتطق شرار .
***************
- شيخ الجامع يوم الجمعه كان يدعيله ::: ويقعد يحكلنا عن اساطيره , ماهو متهدد لو معملش هيودّوه من الدّار للنار .
- شيخ الجامع قال وأنا مالى ::: مدام العمده مسفش مالى
- هوانا يعنى خلاص مخبول ::: لمّا أقف فى طريق الغول
- عنها وشيخنا ياخويه ماصدق , هب مسكنا فى سيرة العمده كل يومين نشرة أخبار .
- صبحت كل حياته مهمّه , وكل الدنيا تقوم ولاتقعد لو يتغدّى , أو يتعشى ولايهنّى فريق عزبتنا لو يغلب كفر النجار .
- مثلاً نشره بتحكى فيها , إن العمده صلّى الجمعه , وبعد الجمعه فات على غيطه روح نقلة فلفل أخضر كان فيها على الوش خيار .
- آه لوعمدة عزبه شقيقه زار عزبتنا . لازم النشره يتقال فيها : ان الغداء كان تحت التوته , وإن الغداء جرجير وبصار .
- واما جنابه فى وقت الراحه ::: يهفّه مزاجه لبيت الراحه .
- تقف العزبه فى طابور واحد , وبندعيله فى نفس واحد .
- ونقول رب يسهّلهاله . يلينهاله , ولا يحوجه لشريط نصّار .
- أما المضحك فى الحكايادى , لمّا يكون المأمور عنده , تلاقى الرعب مكرمش خدّه
أتاريه نافش ريشه علينا , إنما ويّا المأمور فار .
- واللى يضحك قوى ياضنايه ,ولا تعبت من الحكايادى , قلت ياستّى وبعدين يلّه.
- أنا سهران للصبح معاكى ::: النوم فارق عينى وطار .
- ماهو خدوا بالكوا إن الحكايادى عدّى عليها سنين كتار .
- ستّى بتحكى عن عمدتهم , لحسن حد يسيئ الفهم , والموضوع ده مفيهش هزار .
- يبقى العمده ليلاتى فاتحها ::: خمره وبيره ولعب قمار .
- وتيجى النشره الصبح تهلل عن بطولاته وعن حكاياته , ولانزاهته , يعنى تقولشى العمده بتاعنا كان طيّار؟
- - وفى يوم يابنى صحينا الصبح , لقينا جنابه قال ايه يعنى بيبنى فى سجن جديد للعزبه فى آخر الدنيا مفيش حواليه أيتها عمار .
- عشنا وشفنا ياميّة عينى سجن بلدنا أربع تدوار .
- حواليه صور يأجوج مأجوج ويمكن ييجى عشر تمتار .
- إنما احنا مسكتناش , لمّ الوضع ماعجبناش . قول رحناله ,
قلنا سلام عليكو جنابك ::: جاييّن بنخبط على بابك .
زى مايعن بنيت السجن وكمان علّيت الأسوار ,
- فيه مدرسة العزبه قديمه والمبنى جايز ينهار .
- قال وانا هصرف على أهاليكو ::: هوانا خلّفتكو وناسيكو .
بكره معونة البندر تيجى وهنبنيها , ولا خلاص العلم مقطع بعضو عليكو .
مانت كبير الواحد فيكو , يحمل نقله ويسوقله حمار .
***************
- كل ده كوم ونفيسه مراته خلّت عقل الناس يحتار .
- كات بتقول اقعدوا بالعافيه ::: جايه دلوقت تقول أوروفوار .
- حاشره فى كافة شيئ مناخيرها .
الله يرحم قبل ما تبقى مرات العمده , والنبى حتى ماكانت عارفه الألف المد من المسمار .
- هيّه ياخويه نسيت روحها , نسيت مرت العمده السابق فاطمه محمد عب ستّار .
- أيام جوزها ماكان شيخ عزبه , واللّه ححقه زمان دوّار .
- هيّه نفيسه نسيت فاطمه ماكات خادماه , كات خابزالها , وكات طاحنالها وكات كانسالها وسط الدّار .
************
- قلت ياستّى تمّى حكايتك , أنا ويّاكى لحد مايطلع لينا نهار .
- قالت يابن عطيه الغالى , الله يسامحك , فكّرتنى بسنين العار .
- أهالى العزبه يامهجة ستّك كانوا صابرين ,
- جايز ربك يلطف بيهم , لمّا جناب العمده يودّع , ويعيشوا سنين حلوين .
- صحينا الصبح لاقينا منادى , جناب العمده هيخطب فينا بعد العصر فى يوم الاتنين .
- ماهى كانت آخر أيّامه , قلنا على الله , ربنا يحسن فيها ختامه ةيدّى كل مزارع فينا ولا قيراطين .
- أتارى العمده مجهز طلقه . قول قنبله خلّتنا جميعاً مش داريين .
- قال أبشركم يأهل بلدنا الغاليه عليّه بخبر طين .
- أنا قررت أنصّب ولدى عمده عليكم بعد وفاتى , ها موافقين ؟؟؟
- حبّه اتخرصوا , وحبّه قالوله ونعم الرأى يازين مااخترت هنلاقى أحسن من كده منين ؟
- قلت يا ستّى هاوبعدين . سكتت ستّى , ماتت ستّى.
- وهىّ بتحكى حكاوى الظلم فى بلدى الغاليه , أم الدنيا وأرض الدين .
- كانت آخر كلمه قالتها , يضهر يابنى , إن قدركو تعيشوا فى غم ليوم الدين ,
- يظهر يابنى , إن قدركو تعيشو حياتكو فى نار ومرار ,
- برضه قالت لى اوعى ياولدى , يابن عطيه ضنايا الغالى ,
- اوعى تسبح باسم الحاكم , اوعى تكون أبداً غدّار .
كان يامكان .
كانت ستّى الحاجّه بتقعد وتجمعنا فى وسط الدّار .
- كانت تحكى حكاوى جميله كات شدّانا ليل ونهار