النØاس المدير العام
الجنس : 2613 32 www.elnahaas.yoo7.com المهنة : كيف تعرفت علينا : أخرى ......! 28/01/2009 25 نقاط : 64341
| موضوع: في ذكرى حُنين، الأقصى في خطر الإثنين ديسمبر 07, 2009 4:13 pm | |
| في ذكرى حُنين، الأقصى في خطر | | د. زكريا إبراهيم السنوار
تعالت قبل أيام نداءات عدة جمعيات ومؤسسات دينية يهودية دعت اليهود لاقتحام المسجد الأقصى، والصلاة في باحاته والدعاء لاستعادة المكان، لإقامة الهيكل في المكان الذي يوجد فيه مسجد قبة الصخرة، وذلك مع حلول عيد الغفران عند اليهود، وبالفعل بدأت الاعتداءات على المسجد خلال الأيام الماضية. الأمر لم يكن مستغرباً، أو حديثاً، فمنذ عهد الانتداب البريطاني بدأ الصهاينة "بنفش" ريشهم، لأنهم الولد المدلل لبريطانيا، وحاولوا منذ عام 1924م بسط نفوذهم على حائط البراق في خطوة أولى للسيطرة على المسجد الأقصى، لإعادة بناء الهيكل مكانه، وتوالت الاعتداءات منذ ذلك الوقت عاماً بعد عام، حتى كان احتلال الشطر الشرقي من القدس عام 1967 وخضع المسجد الأقصى للاحتلال الإسرائيلي، وعند دخول الجنود ساحاته وباحاته عربدوا ورقصوا وشربوا الخمور في ساحاته المقدسة، لكن الغريب في الأمر، هو ردة الفعل العربية والإسلامية التي لم تكن تتناسب مطلقاً مع هول ما حدث. ومنذ ذلك الوقت أصبح العرب والمسلمون دولاً وشعوباً يحصون الاعتداءات الإسرائيلية على المسجد الاقصى، وعلى مدينة القدس وأهلها، حتى ناءت سجلاتهم بحمل ملخصات تلك الاعتداءات لكثرتها وتكرارها. ومع ذلك ظل العرب والمسلمون يرددون: لبيك يا أقصى، لبيك يا أقصى، في الوقت الذي لم يعبأ الصهاينة بكل تلك الهتافات. وواصلوا الاعتداءات تلو الاعتداءات، لأنهم علموا أن العرب والمسلمين يعانون من أشد الأمراض فتكاً بالأمم والشعوب، ألا وهو مرض الغثائية الذي تحدث عنه النبي محمد صلى الله عليه وسلم، عندما وصف الأمة في آخر الزمان، وعدوان عددها عليها، فلما سئل: أو من قلة نحن يومئذ يا رسول الله؟ قال :بل أنتم كثير، ولكنكم غثاء كغثاء السيل، ولقد أوضح النبي صلى الله عليه وسلم حدود مرض الغثائية، فقد أبان أن الله ينزع المهابة من قلوب أعداء المسلمين فلا يحسبون للمسلمين حساباً، في الوقت الذي يقذف في قلوب المسلمين الوهن، فسئل: وما الوهن يا رسول الله؟ قال: "حب الدنيا وكراهية الموت". نحن نتحدث عن اعتداءات على المسجد الأقصى تتكرر يومياً، مع ما لذلك المسجد من مكانة في الإسلام، ومع ذلك الربط العجيب بين المسجد الحرام والمسجد الأقصى وسدرة المنتهى في الجنة في حادثة الإسراء والمعراج، والذي أعطى إشارة مهمة إلى أن الحفاظ على المسجدين يعني البحث عن مكان في الجنة، وأن التفريط فيهما، أو في أحدهما يعني عدم الاهتمام بذلك المكون الثالث لعناصر رحلة الإسراء والمعراج، ألا وهو الجنة. الغثائية مرض قديم، فقد عانى منه المسلمون عندما احتل الصليبيون بيت المقدس، فتوجه وفد من أبناء القدس للخليفة يخبرونه بذلك الاحتلال، وما صاحبه من جرائم ومجازر طالت عشرات الآلاف من المسلمين، فما كان جواب الخليفة العباسي (الهش)، إلا أن قال: اذهبوا إلى مسجد الخليفة، ونادوا في الناس أن "بيت المقدس" قد احتلها الصليبيون، وأن الخليفة يدعو من شاء منكم إلى التوجه للجهاد لاسترداد بيت المقدس للخروج(!). أرأيتم كم هي الغثائية التي كانت مستشرية في الأمة في ذلك الوقت العصيب، حتى أن الخليفة يدعو من شاء أن يخرج للجهاد أن يخرج بشكل فردي ارتجالي، ومع ذلك ظل يدعي أنه (خليفة)!. في مثل هذه الأيام القاسية الصعبة التي يتعرض لها المسجد الأقصى للاعتداءات المتكررة، والقدس لعمليات التهويد المبرمجة والممنهجة، وقطاع غزة للحصار الخانق منذ سنوات، والضفة الغربية للاحتلال العسكري المباشر، وباقي فلسطين المحتلة للسيطرة التامة وعمليات (الأسرلة)، ومع ذلك ظل حكام العرب والمسلمين يحملون ألقاب الملوك والرؤساء والأمراء، وظللنا نسمع طحناً، ولا نرى طحيناً!. هل نسي أحدنا يوم حنين، إذ أعجبت المسلمين كثرتهم، وقال بعضهم: لن نغلب اليوم من قلة، فكان الدرس قاسياً، فقد فوجئ الجيش الإسلامي بجيش هوازن في وادي حنين، وتكدس الجيش، وقتل من المسلمين خلق كثير، حتى نادى العباس في المسلمين الذين تحركوا هرباً في كل اتجاه: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم حي، يدعوهم للالتفاف حوله في الميدان، وبعد ثبات القيادة بدأت القوة الإسلامية تسترد عافيتها، وعادت الموازين إلى مجراها الحقيقي، وانتصر المسلمون. الكثرة لا تفيد، والغثائية داء فتاك، ولا جدوى من الهتاف والمسيرات، وترداد (لبيك يا أقصى) دون عمل، فلننتقل من ميدان القول إلى ميدان العمل، ومن ميدان العمل إلى ميدان الإخلاص، لأن المسجد الأقصى غالٍ، يحتاج منا كل غالٍ، لأنه مقدمة للجنة، وهي أغلى ما يبحث المسلم عنه. |
| |
|