جراح فلسطين



[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]



[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]



فلسطين يا تربة الطهر والنقاء *** ويا موطن العروبة ومهد الأنبياء
ظلت قلاعك حصينة شماء *** وأبراجك عالية في عز و كبرياء
دهورا وأنت عزيزة الجانب *** صانك الله بشريعة سمحاء
ولما آتاك عمر الفاروق فاتحا *** خليفة الرسول بعد خير الأخلاء
شيمته العدل، موفور الإباء *** رادع الجبابرة، نصير الضعفاء
يمشي الهوينى واثق الخطوات *** هزبرا والموكب جلل بالفيحاء
ممتطيا برذونا والرأس منكس *** والهمة عالية في تواضع الأعزاء
عظيم الهامة، قوي الشكيمة *** طويل النجاد، خالص الوفاء
محق ...عدل ... متبصر ... متفرس *** حيي ، ورع ، حامد الآلاء
تحف ملائكة الرحمة سرادقه *** شاهدة، راضية نعم الرضاء
والشياطين توجس منه خيفة *** و تتوقاه فتتوارى عنه في الخفاء
وحين تسلمت راحتاه المفاتيح *** خر ساجدا باكيا على أديم الغبراء
وحمى بالفرقان أهل المدائن *** وأنصف بدين الحق شعب إيلياء
فهلت الكنائس بالوصية طربا *** وفند صدى النواقيس كل ادعاء
و استعبر الحمائم على الأيك متأثرا
وغرد الطير فأوبت جبال الفيحاء
وانشرحت الصدور، وهدأت النفوس
والتأمت جراح الحيارى والبؤساء
واستأنس الصليب من الهلال رشدا
واستنار دهرا بنوره الوضاء
واستلطف الهلال ظرف الصليب *** وتآلفا أحقابا في حب وإخاء
وتعالت أصوات المآذن في اطراد *** حتى تعطر الكون بأريج النداء
وترددت أصداء النواقيس تترى *** فحنت البقاع واهتزت في رجاء
وتعانقت الأصوات والأصداء طرا
وخشعت للرحمن في محراب الدعاء
وتسامت راية التوحيد بالحق خفاقة
وازدان الأقصى بجلال العز والبهاء
وارتوى من نهر العروبة حتى ثمل
وشرب من فيض الضاد خير رواء
وعشق العقيدة في حروف القرآن *** وأحب الله والرسول حب الولاء
يا أولى القبلتين ويا ثالث الحرمين *** ويا ذخر الأديان ومهبط الإسراء
ففيك صلى محمد بخير البريئة
ونال أعظم الفضل وشرف الشرفاء
وأمَّ الرسل و أولي العزم كلهم *** المسيح والكليم ونوح وأبو الأنبياء
وتوالت الأحداث فلسطين جسام *** فخبت مشاعلك في ليلة ليلاء
وتوحد ملوك أوربا في حصارك *** وتفننوا في الكيد والمكر والافتراء
ودنسوا الأرض واغتصبوا العرض *** وسفكوا ظلما وعدوا دماء الأبرياء
وهوت مدينة القدس جريحة *** والأمة دُول بل إمارات بلهاء
فلسطين أرض الأجداد والأنبياء *** دنستك سنابك خيل ألدُّ الأعداء
فأين أسد الله وذو الفقار و الأشتر وأين *** سيف الله والمثنى فرسان الهيجاء
وانبعث من حطين بريق الأمل مشعا *** فبدد بأنواره دلسة الظلماء
وولت جيوشَ الغسق مهزومة صاغرة *** وحُطِمت قيود الأسر والقهر والبلاء
صلاح الدين يا فخر الأمة و عزها *** رغَّمت مماليك العجوز الشمطاء
ورفعت الرايات بيضا وخضرا خفاقة *** وكفكفت المدامع بحطين الغراء
وشفيت صدورا حرَّى وقلوبا كلمى *** باركك الله والملأ الأعلى في السماء
واسترجعت عزتنا بتحريرك الأقصى *** فرحمة الله عليك واسعة يا بن الزوراء
صلاح الدين قم من ضريحك واجمع *** شمل خير أمة على كلمة سواء
وداوي جراح فلسطين وأهلها وارسم *** البسمة وارجع الفرحة لكل البؤساء
واهزز نفوس الخاملين، وشرد البغاة *** واردع الخائنين أمواتا غير أحياء
فلا الآذان آذان ولا الرجال رجال *** والأقصى جد محزون على عقم النساء
يا قدس العروبة، ويا منبع العقيدة *** ويا محفل كل الأديان ومزار الأتقياء
اغتصبك محرفي كلام الله تعنتا *** التوراة والزبور فالإنجيل بلا استثناء
عُصاةٌ، جُناةٌ، بُغاةٌ، طُغاةٌ، *** قتلة المرسلين، سفلةٌ جاحدي كل نعماء
ومن ذل العبودية والمهانة نجاهم الله *** فعصوا كليمه وهم في بلل الدأماء
إذ غواهم ألسامري، وزين لهم عيادة *** العجل فانصاعوا راضين في ِرفاء
فغضب الله عليهم ونبيُه موسى و *** وأذلهم عقودا تائهين في سيناء
ويوسف ألقوه في غيابات الجب عمدا *** بعد أن بيتوا أمرهم في ليلة دهماء
والذئب من دم ابن يعقوب براء وقد *** البسوها الذئب كذبا وهم ثلة في البيداء
ويحي حزوا رأسه الطاهر غلا ومكرا *** وأهدوه في طست لامرأة من البغاء
واستشرى الفساد فيما بينهم شيعا *** حتى شقوا بالمنشار نبي الله زكرياء
واتهموا ابنة عمران مريم ظلما وعدوا *** وهي المجتباة الزكية الملقبة بالعذراء
إذ قالوا فيها بهتانا وإفكا عظيما *** ورموها زورا وحسدا حديث الافتراء
فبرأها رضيعها المسيح في المهد صبيا *** وفند أقاويل الزور بالحجج البيضاء
وتربصوا له كل مرصد واجتمعوا لقتله *** وما قتلوه يقينا فهم فيه دوما في مراء
يا أمتي هذا عهد قتلة الأنبياء من الأزل *** لا ميثاق لهم ولا ذمة فليسوا بالأمناء
فاستفيقي من ذا السبات لا أبى لك *** فقد استأسد الحمل واستفحل كل داء



[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]
تحياتي للجميع