منتديات النحاس - المنا صافور
5465404


زائرنا الكريم / اذا كنت عضوا " بمنتديات النحاس " قم بتسجيل دخولك , وان لم تكن عضواً معنا فاننا نتشرف بك ان تكون عضواً كريماً معنا , فقم بالتسجيل .

ادارة المنتدى
منتديات النحاس - المنا صافور
5465404


زائرنا الكريم / اذا كنت عضوا " بمنتديات النحاس " قم بتسجيل دخولك , وان لم تكن عضواً معنا فاننا نتشرف بك ان تكون عضواً كريماً معنا , فقم بالتسجيل .

ادارة المنتدى
منتديات النحاس - المنا صافور
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.


 
الرئيسيةأحدث الصورالتسجيلدخول

 

 تفسير سوره النور

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
محمد(بسام)السيد صديق
عضو ذهبى
عضو ذهبى
محمد(بسام)السيد صديق


الجنس : ذكر
214
29
تفسير سوره النور 8010
المهنة : تفسير سوره النور Studen10
تفسير سوره النور Huntin10
كيف تعرفت علينا : عن طريق اعلانات الحائط.
28/06/2010
12
نقاط : 51099
mms تفسير سوره النور Gqq90794

تفسير سوره النور Empty
مُساهمةموضوع: تفسير سوره النور   تفسير سوره النور Emptyالأحد يوليو 18, 2010 6:24 pm

بسم الله الرحمن الرحيم
الحمدلله رب العالمين والصلاة والسلام
على اشرف الانبياء والمرسلين نبينا محمد وعلى آله وصحبه اجمعين
اما بعد
سورة
النور من السور المدنية التي نزلت بالمدينة بعد هجرة النبي صلى الله عليه وسلم وعدد
آياتها 64 آية
وهي سورة عظيمة محورها تربية الفرد والاسرة والمجتمع على اساس
الايمان والعمل الصالح واقامة شرع الله وسميت سورة النور لاية ( الله نور السموات
والارض) وكذلك تسمى السور باسماء تدل على بعض اياتها او قصتها مثل سورة البقرة
وسورة ال عمران وسورة النساء والمائدة والاعراف والانفال ويوسف والاسراء والكهف
والنبا وغيرها من السور
والسورة الطائفة من القران يفصل بينها وبين التي قبلها
بالبسملة الا في سورة براءة
واقل ماتشتمل عليه من الايات ثلاث
واختلف في
اشتقاقها فقيل من الرفعة والشرف
وقيل من سور البلد وكذلك السورة تحيط بجملة من
ايات القران المشتملة على الاعجاز
موضوعات السورة
1- الزنى واحكامه من الاية
الثانية الى الاية الثالثة
2- القذف بالزنى واحكامه واللعان واحكامه من الاية
الرابعة الى الاية العاشرة
3- قصة الافك وماترتب عليها من الاية الحادية عشر الى
الاية السادسة والعشرين وتشتمل على مايلي
*وجوب احسان الظن بالمسلم والدفع عن
عرضه مالم يثبت عليه الاتهام بدليل شرعي
* العفو عن ذوي العثرات وعدم قطع
الاحسان اليهم
* عظم ذنب من رمى بريئا من المؤمنين
4- آداب اجتماعية من الاية
السابعة والعشرين الى الاية الرابعة والثلاثين
وتشتمل مايلي
*استئذان
المؤمنين في دخول بيوت غيرهم
*الحجاب من غير المحارم وغض البصر
*انكاح
الايامى والعبيد والاماء
*اعانة العبيد على التحرر من الرق اذا علم فيهم
خيرا
* تحريم اكراه السيد اماءه على الزنا
5- ( الله نور السموات والارض) من
الاية الخامسة والثلاثين الى الاية السابعة والخمسين وتشتمل على مايلي
* وجوب
الايمان باسماء الله وصفاته على اساس تنزيهه عن مشابهة المخلوقين( ليس كمثله شئ وهو
السميع البصير)
*مثل من استضاء بنور الله
* المواضع التي يستمد فيها من نور
الله
* صفة اعمال الكفار التي يقصدون بها التقرب الى الله
* آيات كونيه على
عظمة الله
* الفرقان بين اولياء الله واولياء الشيطان
* وعد صادق مقيد بشروطه
ومصير الكفار
6- استئذان الاقارب في دخول بعضهم على بعض من الاية الثامنة
والخمسين الى الاية الحادية والستين
7- التادب مع رسول الله صلى الله عليه وسلم
وتقديم امر الله على هوى النفس من الاية الثانية والستين الى الاية الرابعة
والستين
وصلى الله وسلم على نبينا محمد



سُورَةٌ أَنْزَلْنَاهَا وَفَرَضْنَاهَا وَأَنْزَلْنَا فِيهَا
آيَاتٍ بَيِّنَاتٍ لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ
هَذِهِ "سُورَة أَنْزَلْنَاهَا
وَفَرَضْنَاهَا" مُخَفَّفَة وَمُشَدَّدَة لِكَثْرَةِ الْمَفْرُوض فِيهَا
"وَأَنْزَلْنَا فِيهَا آيَات بَيِّنَات" وَاضِحَات الدَّلَالَات "لَعَلَّكُمْ
تَذْكُرُونَ" تَتَّعِظُونَ



الزَّانِيَةُ وَالزَّانِي فَاجْلِدُوا
كُلَّ وَاحِدٍ مِنْهُمَا مِائَةَ جَلْدَةٍ وَلَا تَأْخُذْكُمْ بِهِمَا رَأْفَةٌ فِي
دِينِ اللَّهِ إِنْ كُنْتُمْ تُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ
وَلْيَشْهَدْ عَذَابَهُمَا طَائِفَةٌ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ"

الزَّانِيَة
وَالزَّانِي" أَيْ غَيْر الْمُحْصَنَيْنِ "فَاجْلِدُوا كُلّ وَاحِد مِنْهُمَا
مِائَة جَلْدَة" ضَرْبَة يُقَال جَلَدَهُ : ضَرَبَ جِلْده وَيُزَاد عَلَى ذَلِكَ
بِالسُّنَّةِ تَغْرِيب عَام وَالرَّقِيق عَلَى النِّصْف مِمَّا ذُكِرَ والمحصن
يرجم"وَلَا تَأْخُذكُمْ بِهِمَا رَأْفَة فِي دِين اللَّه" أَيْ حُكْمه بِأَنْ
تَتْرُكُوا شَيْئًا مِنْ حَدّهمَا "إنْ كُنْتُمْ تُؤْمِنُونَ بِاَللَّهِ وَالْيَوْم
الْآخِر" أَيْ يَوْم الْبَعْث "وَلْيَشْهَدْ عَذَابهمَا" الْجَلْد "طَائِفَة مِنْ
الْمُؤْمِنِينَ" قِيلَ ثَلَاثَة وَقِيلَ أَرْبَعَة عَدَد شُهُود
الزِّنَا

الزَّانِي لَا يَنْكِحُ إِلَّا زَانِيَةً أَوْ مُشْرِكَةً
وَالزَّانِيَةُ لَا يَنْكِحُهَا إِلَّا زَانٍ أَوْ مُشْرِكٌ وَحُرِّمَ ذَلِكَ عَلَى
الْمُؤْمِنِينَ"ا

لزَّانِي لَا يَنْكِح" يَتَزَوَّج "إلَّا زَانِيَة أَوْ
مُشْرِكَة وَالزَّانِيَة لَا يَنْكِحهَا إلَّا زَانٍ أَوْ مُشْرِك" أَيْ
الْمُنَاسِب لِكُلٍّ مِنْهُمَا مَا ذُكِرَ "وَحُرِّمَ ذَلِكَ" أَيْ نِكَاح
الزَّوَانِي "عَلَى الْمُؤْمِنِينَ" الْأَخْيَار نَزَلَ ذَلِكَ لَمَّا هُمْ
فُقَرَاء الْمُهَاجِرِينَ أَنْ يَتَزَوَّجُوا بَغَايَا الْمُشْرِكِينَ وَهُنَّ
مُوسِرَات لِيُنْفِقْنَ عَلَيْهِمْ فَقِيلَ التَّحْرِيم خَاصّ بِهِمْ وَقِيلَ عَامّ
وَنُسِخَ بِقَوْلِهِ تَعَالَى "وَأَنْكِحُوا الْأَيَامَى
مِنْكُمْ"

وَالَّذِينَ يَرْمُونَ الْمُحْصَنَاتِ ثُمَّ لَمْ يَأْتُوا
بِأَرْبَعَةِ شُهَدَاءَ فَاجْلِدُوهُمْ ثَمَانِينَ جَلْدَةً وَلَا تَقْبَلُوا
لَهُمْ شَهَادَةً أَبَدًا وَأُولَئِكَ هُمُ الْفَاسِقُونَ

"وَاَلَّذِينَ
يَرْمُونَ الْمُحْصَنَات" الْعَفِيفَات بِالزِّنَا "ثُمَّ لَمْ يَأْتُوا
بِأَرْبَعَةِ شُهَدَاء" عَلَى زِنَاهُنَّ بِرُؤْيَتِهِمْ "فَاجْلِدُوهُمْ" أَيْ
كُلّ وَاحِد مِنْهُمْ "ثَمَانِينَ جَلْدَة وَلَا تَقْبَلُوا لَهُمْ شَهَادَة" فِي
شَيْء "أَبَدًا وَأُولَئِكَ هُمْ الْفَاسِقُونَ" لِإِتْيَانِهِمْ
كَبِيرَة

إِلَّا الَّذِينَ تَابُوا مِنْ بَعْدِ ذَلِكَ وَأَصْلَحُوا فَإِنَّ
اللَّهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ

"إلَّا الَّذِينَ تَابُوا مِنْ بَعْد ذَلِكَ
وَأَصْلَحُوا" عَمَلهمْ "فَإِنَّ اللَّه غَفُور" لَهُمْ قَذْفهمْ "رَحِيم" بِهِمْ
بِإِلْهَامِهِمْ التَّوْبَة فِيهَا يَنْتَهِي فِسْقهمْ وَتُقْبَل شَهَادَتهمْ


وَالَّذِينَ يَرْمُونَ أَزْوَاجَهُمْ وَلَمْ يَكُنْ لَهُمْ شُهَدَاءُ
إِلَّا أَنْفُسُهُمْ فَشَهَادَةُ أَحَدِهِمْ أَرْبَعُ شَهَادَاتٍ بِاللَّهِ إِنَّهُ
لَمِنَ الصَّادِقِينَ"

وَاَلَّذِينَ يَرْمُونَ أَزْوَاجهمْ" بِالزِّنَا
"وَلَمْ يَكُنْ لَهُمْ شُهَدَاء" عَلَيْهِ "إلَّا أَنْفُسهمْ" وَقَعَ ذَلِكَ
لِجَمَاعَةٍ مِنْ الصَّحَابَة "فَشَهَادَة أَحَدهمْ" مُبْتَدَأ "أَرْبَع شَهَادَات"
نُصِبَ عَلَى الْمَصْدَر "بِاَللَّهِ إنَّهُ لَمِنْ الصَّادِقِينَ" فِيمَا رَمَى
بِهِ زَوْجَته مِنْ الزِّنَا

وَالْخَامِسَةُ أَنَّ لَعْنَةَ اللَّهِ
عَلَيْهِ إِنْ كَانَ مِنَ الْكَاذِبِينَ

"وَالْخَامِسَة أَنَّ لَعْنَة
اللَّه عَلَيْهِ إنْ كَانَ مِنْ الْكَاذِبِينَ" فِي ذَلِكَ وَخَبَر الْمُبْتَدَأ :
تَدْفَع عَنْهُ حَدّ الْقَذْف

وَيَدْرَأُ عَنْهَا الْعَذَابَ أَنْ تَشْهَدَ
أَرْبَعَ شَهَادَاتٍ بِاللَّهِ إِنَّهُ لَمِنَ الْكَاذِبِينَ

"وَيَدْرَأ"
أَيْ يَدْفَع "عَنْهَا الْعَذَاب" حَدّ الزِّنَا الَّذِي ثَبَتَ بِشَهَادَاتِهِ
"أَنْ تَشْهَد أَرْبَع شَهَادَات بِاَللَّهِ إنَّهُ لَمِنْ الْكَاذِبِينَ" فِيمَا
رَمَاهَا بِهِ مِنْ الزِّنَا

وَالْخَامِسَةَ أَنَّ غَضَبَ اللَّهِ عَلَيْهَا
إِنْ كَانَ مِنَ الصَّادِقِينَ

"وَالْخَامِسَة أَنَّ غَضَب اللَّه عَلَيْهَا
إنْ كَانَ مِنْ الصَّادِقِينَ" فِي ذَلِكَ

وَلَوْلَا فَضْلُ اللَّهِ
عَلَيْكُمْ وَرَحْمَتُهُ وَأَنَّ اللَّهَ تَوَّابٌ حَكِيمٌ

"وَلَوْلَا فَضْل
اللَّه عَلَيْكُمْ وَرَحْمَته" بِالسَّتْرِ فِي ذَلِكَ "وَأَنَّ اللَّه تَوَّاب"
بِقَبُولِهِ التَّوْبَة فِي ذَلِكَ وَغَيْره "حَكِيم" فِيمَا حَكَمَ بِهِ فِي
ذَلِكَ وَغَيْره لِيُبَيِّن الْحَقّ فِي ذَلِكَ وَعَاجَلَ بِالْعُقُوبَةِ مَنْ
يَسْتَحِقّهَا



سُورَةٌ أَنْزَلْنَاهَا وَفَرَضْنَاهَا وَأَنْزَلْنَا فِيهَا
آيَاتٍ بَيِّنَاتٍ لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ
هَذِهِ "سُورَة أَنْزَلْنَاهَا
وَفَرَضْنَاهَا" مُخَفَّفَة وَمُشَدَّدَة لِكَثْرَةِ الْمَفْرُوض فِيهَا
"وَأَنْزَلْنَا فِيهَا آيَات بَيِّنَات" وَاضِحَات الدَّلَالَات "لَعَلَّكُمْ
تَذْكُرُونَ" تَتَّعِظُونَ



الزَّانِيَةُ وَالزَّانِي فَاجْلِدُوا
كُلَّ وَاحِدٍ مِنْهُمَا مِائَةَ جَلْدَةٍ وَلَا تَأْخُذْكُمْ بِهِمَا رَأْفَةٌ فِي
دِينِ اللَّهِ إِنْ كُنْتُمْ تُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ
وَلْيَشْهَدْ عَذَابَهُمَا طَائِفَةٌ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ"

الزَّانِيَة
وَالزَّانِي" أَيْ غَيْر الْمُحْصَنَيْنِ "فَاجْلِدُوا كُلّ وَاحِد مِنْهُمَا
مِائَة جَلْدَة" ضَرْبَة يُقَال جَلَدَهُ : ضَرَبَ جِلْده وَيُزَاد عَلَى ذَلِكَ
بِالسُّنَّةِ تَغْرِيب عَام وَالرَّقِيق عَلَى النِّصْف مِمَّا ذُكِرَ والمحصن
يرجم"وَلَا تَأْخُذكُمْ بِهِمَا رَأْفَة فِي دِين اللَّه" أَيْ حُكْمه بِأَنْ
تَتْرُكُوا شَيْئًا مِنْ حَدّهمَا "إنْ كُنْتُمْ تُؤْمِنُونَ بِاَللَّهِ وَالْيَوْم
الْآخِر" أَيْ يَوْم الْبَعْث "وَلْيَشْهَدْ عَذَابهمَا" الْجَلْد "طَائِفَة مِنْ
الْمُؤْمِنِينَ" قِيلَ ثَلَاثَة وَقِيلَ أَرْبَعَة عَدَد شُهُود
الزِّنَا

الزَّانِي لَا يَنْكِحُ إِلَّا زَانِيَةً أَوْ مُشْرِكَةً
وَالزَّانِيَةُ لَا يَنْكِحُهَا إِلَّا زَانٍ أَوْ مُشْرِكٌ وَحُرِّمَ ذَلِكَ عَلَى
الْمُؤْمِنِينَ"ا

لزَّانِي لَا يَنْكِح" يَتَزَوَّج "إلَّا زَانِيَة أَوْ
مُشْرِكَة وَالزَّانِيَة لَا يَنْكِحهَا إلَّا زَانٍ أَوْ مُشْرِك" أَيْ
الْمُنَاسِب لِكُلٍّ مِنْهُمَا مَا ذُكِرَ "وَحُرِّمَ ذَلِكَ" أَيْ نِكَاح
الزَّوَانِي "عَلَى الْمُؤْمِنِينَ" الْأَخْيَار نَزَلَ ذَلِكَ لَمَّا هُمْ
فُقَرَاء الْمُهَاجِرِينَ أَنْ يَتَزَوَّجُوا بَغَايَا الْمُشْرِكِينَ وَهُنَّ
مُوسِرَات لِيُنْفِقْنَ عَلَيْهِمْ فَقِيلَ التَّحْرِيم خَاصّ بِهِمْ وَقِيلَ عَامّ
وَنُسِخَ بِقَوْلِهِ تَعَالَى "وَأَنْكِحُوا الْأَيَامَى
مِنْكُمْ"

وَالَّذِينَ يَرْمُونَ الْمُحْصَنَاتِ ثُمَّ لَمْ يَأْتُوا
بِأَرْبَعَةِ شُهَدَاءَ فَاجْلِدُوهُمْ ثَمَانِينَ جَلْدَةً وَلَا تَقْبَلُوا
لَهُمْ شَهَادَةً أَبَدًا وَأُولَئِكَ هُمُ الْفَاسِقُونَ

"وَاَلَّذِينَ
يَرْمُونَ الْمُحْصَنَات" الْعَفِيفَات بِالزِّنَا "ثُمَّ لَمْ يَأْتُوا
بِأَرْبَعَةِ شُهَدَاء" عَلَى زِنَاهُنَّ بِرُؤْيَتِهِمْ "فَاجْلِدُوهُمْ" أَيْ
كُلّ وَاحِد مِنْهُمْ "ثَمَانِينَ جَلْدَة وَلَا تَقْبَلُوا لَهُمْ شَهَادَة" فِي
شَيْء "أَبَدًا وَأُولَئِكَ هُمْ الْفَاسِقُونَ" لِإِتْيَانِهِمْ
كَبِيرَة

إِلَّا الَّذِينَ تَابُوا مِنْ بَعْدِ ذَلِكَ وَأَصْلَحُوا فَإِنَّ
اللَّهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ

"إلَّا الَّذِينَ تَابُوا مِنْ بَعْد ذَلِكَ
وَأَصْلَحُوا" عَمَلهمْ "فَإِنَّ اللَّه غَفُور" لَهُمْ قَذْفهمْ "رَحِيم" بِهِمْ
بِإِلْهَامِهِمْ التَّوْبَة فِيهَا يَنْتَهِي فِسْقهمْ وَتُقْبَل شَهَادَتهمْ


وَالَّذِينَ يَرْمُونَ أَزْوَاجَهُمْ وَلَمْ يَكُنْ لَهُمْ شُهَدَاءُ
إِلَّا أَنْفُسُهُمْ فَشَهَادَةُ أَحَدِهِمْ أَرْبَعُ شَهَادَاتٍ بِاللَّهِ إِنَّهُ
لَمِنَ الصَّادِقِينَ"

وَاَلَّذِينَ يَرْمُونَ أَزْوَاجهمْ" بِالزِّنَا
"وَلَمْ يَكُنْ لَهُمْ شُهَدَاء" عَلَيْهِ "إلَّا أَنْفُسهمْ" وَقَعَ ذَلِكَ
لِجَمَاعَةٍ مِنْ الصَّحَابَة "فَشَهَادَة أَحَدهمْ" مُبْتَدَأ "أَرْبَع شَهَادَات"
نُصِبَ عَلَى الْمَصْدَر "بِاَللَّهِ إنَّهُ لَمِنْ الصَّادِقِينَ" فِيمَا رَمَى
بِهِ زَوْجَته مِنْ الزِّنَا

وَالْخَامِسَةُ أَنَّ لَعْنَةَ اللَّهِ
عَلَيْهِ إِنْ كَانَ مِنَ الْكَاذِبِينَ

"وَالْخَامِسَة أَنَّ لَعْنَة
اللَّه عَلَيْهِ إنْ كَانَ مِنْ الْكَاذِبِينَ" فِي ذَلِكَ وَخَبَر الْمُبْتَدَأ :
تَدْفَع عَنْهُ حَدّ الْقَذْف

وَيَدْرَأُ عَنْهَا الْعَذَابَ أَنْ تَشْهَدَ
أَرْبَعَ شَهَادَاتٍ بِاللَّهِ إِنَّهُ لَمِنَ الْكَاذِبِينَ

"وَيَدْرَأ"
أَيْ يَدْفَع "عَنْهَا الْعَذَاب" حَدّ الزِّنَا الَّذِي ثَبَتَ بِشَهَادَاتِهِ
"أَنْ تَشْهَد أَرْبَع شَهَادَات بِاَللَّهِ إنَّهُ لَمِنْ الْكَاذِبِينَ" فِيمَا
رَمَاهَا بِهِ مِنْ الزِّنَا

وَالْخَامِسَةَ أَنَّ غَضَبَ اللَّهِ عَلَيْهَا
إِنْ كَانَ مِنَ الصَّادِقِينَ

"وَالْخَامِسَة أَنَّ غَضَب اللَّه عَلَيْهَا
إنْ كَانَ مِنْ الصَّادِقِينَ" فِي ذَلِكَ

وَلَوْلَا فَضْلُ اللَّهِ
عَلَيْكُمْ وَرَحْمَتُهُ وَأَنَّ اللَّهَ تَوَّابٌ حَكِيمٌ

"وَلَوْلَا فَضْل
اللَّه عَلَيْكُمْ وَرَحْمَته" بِالسَّتْرِ فِي ذَلِكَ "وَأَنَّ اللَّه تَوَّاب"
بِقَبُولِهِ التَّوْبَة فِي ذَلِكَ وَغَيْره "حَكِيم" فِيمَا حَكَمَ بِهِ فِي
ذَلِكَ وَغَيْره لِيُبَيِّن الْحَقّ فِي ذَلِكَ وَعَاجَلَ بِالْعُقُوبَةِ مَنْ
يَسْتَحِقّهَا




بسم الله الرحمن الرحيم

{ إِنَّ ?لَّذِينَ جَآءُوا
بِ?لإِفْكِ عُصْبَةٌ مِّنْكُمْ لاَ تَحْسَبُوهُ شَرّاً لَّكُمْ بَلْ هُوَ خَيْرٌ
لَّكُمْ لِكُلِّ ?مْرِىءٍ مِّنْهُمْ مَّا ?كْتَسَبَ مِنَ ?لإِثْمِ وَ?لَّذِي
تَوَلَّى? كِبْرَهُ مِنْهُمْ لَهُ عَذَابٌ عَظِيمٌ }


(11) - هَذِهِ
الآيَةُ أشَارَتْ إِلَى حَدِيثِ الإِفْكِ الذي أَطْلَقَهُ بَعْضُ المُنَافِقِينَ
بِحَقِّ عَائِشَةَ أُمِّ المُؤْمِنِينَ، رِضْوَانُ اللهِ عَلَيْهَا. وَتَتَلَّخَصُ
هَذِهِ القِصَّةُ فِي الآتي:

" كَانَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم
إِذَا غَزَا أَجْرَى القُرْعَةَ بَينَ نِسَائِهِ فَمَنْ خَرَجَ سَهْمُهَا مِنْهُنَّ
صَحِبَها فِي غَزَوَتِهِ. وَفِي إِحْدَى الغَزَوَاتِ خَرَجَ سَهْمُ عَائِشَة
رِضْوَانُ اللهِ عَليها، وَذَلِكَ بَعْدَما أُنْزِلَتْ آيَةُ الحِجَابِ. فَلَمَّا
فَرَغَ الرَّسُولُ مِنَ الغَزْوَةِ قَفَلَ عَائِداً بِالجَيْشِ، وَلَمَّا دَنَوْا
مِنَ المَدِينَةِ آذَنَ النَّاسَ لَيْلَةً بالرَّحِيلِ، فَلَمَا آذَنَهُمْ
بِالرَّحِيلِ خَرَجَتْ عَائِشَةُ لِقَضَاءِ بَعْضِ حَاجَتِهَا، حَتَّى جَاوَزَتِ
الجيشَ. ثُمَّ عَادَتْ فالتمَسَتْ عِقْداً لَهَا فَوَجَدَتْهُ قَدِ انْفَرَطَ،
فَرَجَعَتْ تَلْتَمِسُهُ، فَتَأَخَّرَتْ فِي البَحْثِ عَنْهُ. وَجَاءَ الرِّجَالُ
الذينَ كَانُوا يَحْمِلُونَهَا، فَاحْتَملُوا هَوْدَجَهَا فَرَحَّلُوهُ عَلَى
بَعِيرِهَا الذي كَانَتْ تركَبُهُ، وهُمْ يحسَبُونَ أَنَّها فيهِ (وَكَانَ
النِّسَاءُ في ذَلِكَ الحِينِ خِفَاقاً لَمْ يَغْشَهُنَّ اللَّحْمُ كَمَا قَالَتْ
عَائِشَةُ) فَلَمْ يَسْتَنْكِرِ الرِّجَالُ خِفَّةَ الهَوْدَجِ حِينَمَا رَفَعُوهُ
وَحَمَلُوهُ عَلَى البَعِيرِ، وَكَانَتْ عَائِشَةُ إِذْ ذَاكَ صَغِيرَةَ السِّنِّ،
خَفِيفَةَ الوَزْنِ، فَبَعَثُوا الجَمَلَ وَسَارُوا.



أَمَّا
عَائِشَةُ فَإِنَّهَا وَجَدَتْ عِقْدَهَا بَعْدَ أَنْ سَارَ الجَيْشُ، فَلَمَّا
جَاءَتْ مَنَازِلَ الجَيْشِ وَجَدَتْهُ قَدْ ارْتَحَلَ، فَاتَّجَهَتْ إِلى
المَكَانِ. الذي كَانَتْ تَنْزِلُ فِيهِ، وَفِي ظَنِّهَا أَنَّ القَوْمَ
سَيَفْتَقِدُونَهَا فَيَرْجِعُونَ للبحْثِ عَنْهَا. وَبَيْنَمَا كَانَتْ جَالِسَةً
غَلَبَتْهَا عَيْنَاهَا فَنَامَتْ.

وَكَانَ صَفْوَانُ بنُ مُعَطِّل
السّلَمِي - وَهُوَ مِنْ جُنْدِ المُسْلِمِينَ - قَدْ عَرَّسَ غَازِياً مِنْ
وَرَاءِ الجَيْشِ فَأَدْلَجَ (سَارَ لَيْلاً) فَأَصْبَحَ عِنْدَ المَنْزِلِ الذي
كَانَتْ عَائِشَةُ فِيهِ، فَرَأى سَوَادَ إِنْسَانٍ فَاقْتَرَب فَعَرفِ عَائِشَةَ
حِينَ رآهَا، وَكَانَ قَدْ رآهَا قَبْلَ الحِجَابِ، فاسْتَرْجَعَ حَتَّى
اسْتَيْقَظَتْ عَائِشَةُ، فَأَنَاخَ رَاحِلَتَهُ فَرَكِبَتَ، وَقَادَ الرَّاحِلَةَ
وَسَارَ بِهَا حَتَّى أَتَى الجَيْشَ بَعْدَ مَا نَزَلُوا عِنْدَ الظَهِيرَةِ.


وَتَقُولُ عَائِشَةُ: واللهِ مَا كَلَّمَنِي كَلِمَةً وَاحِدَةً.


فَانْطَلَقَ المُنَافِقُونَ - وَعَلَى رَأْسِهِمْ رَأْسُ الكُفِرِ
والنِّفَاقِ عَبْدُ اللهِ بنُ أُبَيِّ بنِ سَلُولٍ - يَتَقَوَّلُونَ وَيُلَمِّحُونَ
بِمَا يُثِيرُ الشُّبُهَاتِ فِي نُفُوسِ ضِعَافِ الإِيْمَانِ والذِّمَمِ، فَخَاضَ
فِيهِ مَنْ خَاضَ. وَهَلَكَ فِيهِ مَنْ هَلَكَ.

ثُمَّ مَرِضَتْ عَائِشَةُ
بَعْدَ عَوْدَةِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم إِلَى المَدِينَةِ، وَهِيَ لاَ
تَعْلَمُ شيئاً مِمَّا يَتَقَوَّلُهُ المُنَافِقُونَ، وَقَدْ رَابَهَا مَا
لاَحَظَتْهُ مِنْ أَنَّ الرَّسُولَ لَمْ يُظْهِرْ لَهَا مِن اللُّطْفِ فِي
المُعَامِلَةِ مِثْلَمَا كَانَتْ تَراهُ مِنْهُ حِينَ تَشْتَكِي عِلَّةً.
وَحِينَمَا بَدَأَتْ تَسْتَرِدُّ صِحَّتَهَا، خَرَجَتْ مَعَهَا أُمُّ رَجُلٍ مِنْ
بَنِي المُطَّلِبِ اسْمُهُ مِسْطَحٌ، وَهُوَ ابنُ خَالَةِ أَبي بَكْر الصِّدِّيقِ،
وَكَانَ أبُو بَكْرٍ يُنْفِقُ عَلَيْهِ لأَِنَّهُ كَانَ مُقِلاًّ مِنَ المَالِ.
فَعَثَرتْ أُمُّ مِسْطِحٍ بِمُرْطِها فَقَالَتْ تَعِسَ مِسْطَحٌ.

فَقَالَتْ
لَهَا عَائِشَةُ: بِئْسَما قُلْتِ تَسُبِّينَ رَجُلاً شَهِدَ بَدْراً! فَأَدْرَكَتْ
أُمُّ مِسْطحٍ أَنَّ عَائِشَةَ لاَ تَدْرِي مِمَّا يُقَالُ عَنْهَا شَيئاً،
فَأَخبَرتها بِحَدِيثِ الإِفْكِ فَازْدَادَ مَرَضُها. وَاسْتَأْذَنَتْ النَّبِيَّ
صلى الله عليه وسلم فِي أَنْ تَمْرَضَ فِي بَيْتِ أَبَويْها، فَأَذِنَ لَهَا.
وَأَخَذَتْ تَبْكِي لَيْلَ نَهَارَ، وَلاَ تَجِدُ أُمُّهَا مَا تُهَوِّنُ بِهِ
عَلَيْهَا. وَأَرْسَلَ الرَّسُولُ إِلَى عَليّ بْنِ أبِي طَالِب وإِلَى أُسَامَةَ
بنِ زَيْدٍ يَسْتَشِيرُهُمَا فِي أَمْرِ عَائِشَةَ. أَمَّا أُسَامَةُ فَأَشَارَ
عَلَى النَّبِيِّ بالذي يَعْلَمُهُ مِنْ بَراءَةِ أَهْلِهِ، وبِالذي يَعْلَمُ
لَهُمْ فِي نَفْسِهِ مِنَ الوِدِّ، فَقَالَ لَهُ: يَا رَسُولَ اللهِ أَهْلُكَ،
وَلاَ نَعْلَمُ إِلاَّ خَيْراً، وَأَمَّا عَلِيٌّ فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللهِ لَمْ
يُضَيِّقِ اللهُ عَلَيْكَ، والنِّسَاءُ سِوَاهَا كَثِيرَاتٌ. وَسَأَلَ النَّبِيُّ
جَارِيَتَها بَرِيرَةَ إِنْ كَانَتْ رَأَتْ مِنْ عَائِشَةَ مَا يُرِيبُهَا،
فَقَالَتْ والَّّذِي بَعَثَكَ بِالحَقِّ إِنْ رَأَيْتُ مِنْهَا أَمْراً قَطُّ
أَغْمِصُهُ عَلَيْهَا أَكْثَرَ مِنْ أَنَّهَا جَارِيَةٌ حَدِيثَةُ السِّنِّ تَنَامُ
عَنْ عَجِينِ أَهْلِهَا فَتَأْتِي الدَّوَاجِنُ فَتَأْكُلُهُ.

فَقَامَ
الرَّسُولُ مِنْ يَوْمِهِ فَاسْتَعْذَرَ مِنْ عَبْدِ اللهِ بن أُبَيِّ بنِ سَلُول،
فَقَالَ وَهُوَ عَلَى المِنْبَر: (يَا مَعْشَرَ المُسْلِمِينَ مَنْ يَعْذُرُنِي
مِنْ رَجُلٍ قَدْ بَلَغَنِي أَذَاهُ فِي أَهْلِي، فَواللهِ مَا عَلِمْتُ عَلَى
أَهْلِي إِلاَّ خَيْراً، وَقَدْ ذَكَرُوا رَجُلاً مَا عَلِمْتُ عَلَيْهِ إِلاَّ
خَيْراً، ومَا كَانَ يَدْخُلُ عَلَى أَهْلِي إِلاَّ مَعِي).

فَقَامَ سَعْدُ
بنُ مُعَاذٍ سَيِّدُ الأًَوْسِ فَقَالَ: أَنَا أَعْذُرُكَ مِنْهُ يَا رَسُولَ
اللهِ، إِنْ كَانَ مِنَ الأَوْسِ ضَرَبْنَا عُنُقَهُ، وَإِنْ كَانَ مِنْ
إِخْوَانِنَا مِنْ الخَزْرَجِ أَمَرْتَنَا فَفَعَلْنَا أَمْرَكَ.

فَقَامَ
سَعْدُ بنُ عُبَادَةَ، وَهُوَ سَيِّدُ الخَزْرَجِ، وَكَانَ رَجُلاً صَالِحاً،
وَلَكِنَّ الحَمِيَّةَ قَد احْتَمَلَتْهُ، فَقَالَ لِسَعْدِ بنِ مُعَاذٍ: كَذَبْت
لَعَمْرُ اللهِ لا تَقْتُلُهُ ولا تَقْدِرُ عَلى قَتْلِهِ وَلَوْ كَانَ مِنْ
رَهْطِكَ مَا أَحْبَبْتَ أَنْ يُقْتَلَ، فَقَامَ أُسَيْدُ بنُ حُضَيْرٍ، وَهُوَ
ابنُ عَمِّ سَعْدِ بنِ مُعَاذٍ، فَقَالَ لِسَعْدِ بنِ عُبَادَةَ، كَذَبْتَ لَعَمْرُ
اللهِ لَنَقْتُلَنَّهُ فَإِنَّكَ مُنافِقٌ تُجَادِلُ عَنِ المُنَافِقِ.


فَثَارَ الأَوْسُ والخَزْرَجُ حَتَّى هَمُّوا بِالاقْتِتَالِ وَرَسُولُ
الله صلى الله عليه وسلم عَلَى المِنْبَرِ فَلَمْ يَزَلِ الرَّسُولُ صلى الله عليه
وسلم يُخَفِّضُهُمْ حَتَّى سَكَتُوا، وَسَكَتَ رَسُولُ اللهِ. ثُمَّ ذَهَبَ رَسُولُ
اللهِ صلى الله عليه وسلم إِلَى بِيتِ أَبِي بَكْرٍ، وَأَبُو بَكْرِ وَزَوْجَتُهُ
وَعَائِشَةُ فِيهِ فَسَلَّمَ ثُمَّ جَلَسَ. وَقَدْ لَبِثَ شَهْراً لاَ يَجْلِسُ
عِنْدَهُمَا، وَلاَ يُوحَى إِلَيْهِ شَيءٌ فِي أَمْرِ عَائِشَةَ. وَبَعْدَ أَنْ
جَلَسَ تَشَهَّدَ رَسُولُ اللهِ، وَقَالَ: أَمَّا بَعْدُ يَا عَائِشَةُ فَإِنَّهُ
قَدْ بَلَغَنِي عَنْكِ كَذَا، وَكَذَا، فَإِنْ كُنْتِ بَرِيئَةً فَسَيُبَرِّئُكِ
اللهُ، وَإِنْ كُنْتِ ألْمَمْتِ بِذَنْبٍ فَاسْتَغْفِرِي اللهَ وَتُوبِي إِلَيْهِ،
فَإِنَّ العَبْدَ إِذَا اعْتَرَفَ بِذَنْبِهِ وَتَابَ تَابَ اللهُ عَلَيْهِ.


فَقَالَتْ عَائِشَةُ لأَِبِيهَا أَجِبْ رَسُولَ اللهِ عَنِّي، فَقَالَ
واللهِ مَا أَدْرِي مَا أَقُولُ.

فَقَالَتْ لأُِمِّهَا أَجِيبِي رَسُولَ
اللهِ فَقَالَتْ: وَاللهِ مَا أَدْرِي مَا أَقُولُ، فَقَالَتْ عَائِشَةُ
لِلرَّسُولِ صلى الله عليه وسلم: واللهِ لَقَدْ عَلِمْتُ لَقَدْ سَمِعْتُم بِهَذَا
الحَدِيثِ حَتَّى اسْتَقَرَّ فِي أَنْفِسِكُمْ، وَصَدَّقْتُمْ بِهِ، فَإِنْ قُلْتُ
لَكُمْ إِنِّي بَرِيئَةُ، واللهُ يَعْلَمُ أَنِّي برِيئَةٌ لاَ تُصَدِّقُونَنِي،
وَلَئِنْ اعْتَرَفْتُ بِأَمْرٍ، وَاللهُ يَعْلَمُ أَنِي بَرِيئَةٌ
لَتُصَدِّقُونَنِي، فَوَاللهِ مَا أَجِدُ لِي وَلكُمْ مَثَلاً إِلاَّ كَمَا قَالَ
أَبُو يُوسُفَ: { فَصَبْرٌ جَمِيلٌ وَ?للَّهُ ?لْمُسْتَعَانُ عَلَى? مَا تَصِفُونَ
}. وَتَحَوَّلَتْ عَنْهُمْ إِلَى فِرَاشِها فَاضْطَجَعَتْ. فَبَيْنَمَا هُمْ
جُلُوسٌ أَنْزَلَ اللهُ هَذِهِ الآيَاتِ المَبِّرئةَ لِعَائِشَةَ رِضْوَانُ اللهِ
عَلَيْهَا، فَسُرِّيَ عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم وَضَحِكَ، وَقَالَ لَهَا:
(أَبْشِري يَا عَائِشَةُ أَمَّا اللهُ عَزَّ وَجَلَّ فَقَدْ بَرَّأكِ)
وَبَعْدَ
أَنْ أَنْزَلَ اللهُ تَعَالَى هَذِهِ الآيَاتِ أَقْسَمَ أَبُو بَكْرٍ أَنْ لاَ
يُنْفِقَ عَلَى مِسْطَحٍ أبداً، فَأَنْزَلَ اللهُ قَوْلَهُ: { وَلاَ يَأْتَلِ
أُوْلُواْ ?لْفَضْلِ مِنكُمْ وَ?لسَّعَةِ أَن يُؤْتُو?اْ أُوْلِي ?لْقُرْبَى? } إلى
قَوْلِهِ تَعَالَى { أَلاَ تُحِبُّونَ أَن يَغْفِرَ ?للَّهُ لَكُمْ }. فَقَالَ
أَبُو بَكْرِ واللهِ إِتِّي لأُحِبُّ أَنْ يَغْفِرَ اللهُ لِي، فَرَجَعَ يُنْفِقُ
عَلَى مِسْطَحٍ.

وَلَمَّا أَنْزَلَ اللهُ تَعَالَى هَذِهِ الآيَاتِ أقامَ
رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم حَدَّ القَذْفِ عَلَى رَجُلَيْنِ هُمَا حَسّانُ
بنُ ثَابِتٍ الأَنْصَارِيُّ، وَمِسْطَح، وَعَلَى امْرأةٍ هِيَ حَمْنَةُ بِنْتُ
جَحْشٍ أُخْتُ زَوْجَتِهِ زَيْنَبَ بِنتِ جَحْشٍ، فَضَرَبَ كُلَّ وَاحِدٍ مِنْهُم
ثَمَانِينَ جَلْدَةً).

وَمَعْنَى الآيَةِ: إِنًَّ الذينَ جَاؤُوا بِحَدِيثِ
الإِفْكِ، وَهُوَ الكَذِبُ والبُهْتَانُ وَالافْتِرَاءُ، هُمْ جَمَاعَةٌ مِنْكُم
(عُصْبَةٌ) فَلا تَحْسَبوا أَنَّ فِي ذَلِكَ شَرّاً لَكُمْ وَفِتْنَةُ، بَلْ هُوَ
خَيْرٌ لَكُمْ فِي الدُّنْيَا والآخِرَةِ، فَهُوَ لِسَانُ صِدْقٍ فِي الدُّنْيَا،
وَرِفْعَةُ مَنَازِلَ فِي الآخِرَةِ، وَإِظْهَارُ شَرَفٍ لَكُمْ بِاعْتِنَاءِ اللهِ
تَعَالَى بِعَائِشَةَ أُمِّ المُؤْمِنِينَ، إِذْ أَنْزَلَ اللهُ بَرَاءَتَهَا فِي
القُرْآنِِ. وَلِكُلِّ مَنْ تَكَلَّمَ فِي هَذَا الأَمْرِ وَخَاضَ فِيهِ، وَرَمَى
أُمَّ المُؤْمِنِينَ بَشَيءٍ مِنَ الفاحِشَةِ، جَزَاءُ مَا اجْتَرَحَ مِنَ
الإِثْمِ، بِقَدَرِ مَا خَاضَ فِيهِ. فَمِنْهُمْ مَنْ تَكَلَّمَ، وَمِنْهُمْ مَنْ
سَمِعَ وَضَحِكَ سُرُوراً بِمَا سَمِعَ، وَمِنْهُم مَنْ كَانَ ذَنْبُهُ أَقَلَّ،
وَبَعْضُهم مَنْ كَانَ ذَنْبُهُ أَكْبَرَ. والذِي تَوَلَّى مُعْظَمَ الإِثْمِ
مِنْهُمْ (كِبْرَهُ) - وَهُوَ عَبْدُ اللهِ بنُ أُبَىِّ بْنِ سَلُولٍ، إِذْ كَانَ
يَجْمَعُهُ ويُذِيعُهُ وَيُشِيعُهُ... - لَهُ عَذَابٌ عَظِيمٌ عَلَى
ذَلِكَ.

الإِفْكُ - أَقْبَحُ الكَذِبِ وأَفْحَشُهُ.

عُصْبَةٌ مِنْكُم
- جَمَاعَةٌ مِنْكُم.

تَوَلَّى كِبْرَهُ - تَوَلَّى مُعْظَمَهُ.



لَّوْلا? إِذْ سَمِعْتُمُوهُ ظَنَّ ?لْمُؤْمِنُونَ
وَ?لْمُؤْمِنَاتُ بِأَنْفُسِهِمْ خَيْراً وَقَالُواْ هَـ?ذَآ إِفْكٌ مُّبِينٌ
}
(12) - يُؤَدِّبُ اللهُ تَعَالَى فِي هَذِهِ الآيَةِ المُؤْمِنِينَ فِي
قِصَّةِ عَائِشَةَ رِضْوَانُ اللهِ عَلَيْهَا، حَينَ أَفَاضَ بَعْضُهُمْ فِي ذَلِكَ
الإِفْكِ، فَقَالَ تَعَالَى: هَلاَّ إِذْ سَمِعْتُمْ هَذَا القَوْلَ الذي رُمِيَتْ
بِهِ أُمُّ المُؤْمِنِينَ، فَقِسْتُمْ ذَلِكَ الكَلاَمَ عَلَى أَنْفُسكُم، فَإِذَا
كَانَ لاَ يَلِيقُ بِكُمْ، فَأُمُّ المُؤْمِنِينَ أَوْلَى بالبَرَاءَةِ مِنْهُ،
بِالأَحْرَى وَالأَوْلَى.

وَقَالَ تَعَالَى: هَلاَّ ظَنَّ المُؤْمِنُونَ
الخَيْرَ، فَأُمُّ المُؤْمِنِينَ أَهْلُهُ وَأَوْلَى بِهِ. وَهَلاَّ قَالُوا
بِأَلْسِنَتِهِمْ هَذَا كَذِبٌ ظَاهِرٌ عَلَى أُمِّ المُؤْمِنِينَ، فَإِنَّ الذي
وَقَعَ لَمْ يَكُنْ فِيهِ مَا يُرِيبُ، وَذَلِكَ أَنَّ عَائِشَةَ جَاءَتْ رَاكِبَةً
جَهْرَةً عَلَى رَاحِلَةِ صَفْوَانِ بنِ المُعَطِّلِ السلمِي، فِي وَقْتِ
الظَهِيرَةِ، والجَيْشُ بِكَامِلِهِ يُشَاهِدُ ذَلِكَ، وَرَسُولُ اللهِ مَعَهُمْ،
فَإِنَّ ذَلِكَ يَنْفِي كُلَّ شُبْهَةٍ وَشَكٍّ، وَلَوْ كَانَ فِي الأَمْرٍ مَا
يُرْتَابُ مِنْهُ لَمْ يَكُنْ هَكَذَا جَهْرَةً.

(وَرَوِيَ أَنَّ أَبَا
أَيُّوب الأَنْصَارِيَّ قَالَتْ لَهُ امْرَأَتُهُ أُمُّ أَيُّوبٍ: يَا أَبَا
أَيُّوبٍ أَمَا تَسْمَعُ مَا يَقُولُ النَّاسُ فِي عَائِشَةَ؟ قال: نَعَمْ وَذَلِكَ
الكَذِبُ. أَكُنْتِ فَاعِلَةً ذَلِكَ يَا أَُمَّ أَيُّوبٍ؟ قَالَتْ: لاَ وَاللهِ
مَا كُنْتُ لأَفْعَلَهُ، فَقَالَ: فَعَائِشَةُ واللهِ خَيْرٌ
مِنْكِ).

(وَقِيلَ إِنَّ هَذِهِ الآيَةَ نَزَلَتْ فِي أبي أَيُّوبٍ حَينَ
قَالَ مَا قَالَ لَزَوْجَتِهِ أُمِّ أَيُّوبٍ).

{ لَّوْلاَ جَآءُوا عَلَيْهِ
بِأَرْبَعَةِ شُهَدَآءَ فَإِذْ لَمْ يَأْتُواْ بِالشُّهَدَآءِ فَأُوْلَـ?ئِكَ عِندَ
?للَّهِ هُمُ ?لْكَاذِبُونَ }



(13) - هَلاَّ جَاءَ الخَائِضُونَ فِي
الإِفْكِ بِأَرْبَعَةَ شُهُودٍ عَلَى ثُبُوتِ مَا قَالُوا، وَمَا رَمَوْها بِهِ،
فَإِذَا لَمْ يَأْتِ هَؤُلاَءِ المُفْسِدُونَ بالشُّهَدَاءِ لإِثَْبَاتِ مَا
قَالُوا فَهُمْ كَاذِبُونَ فِي حُكْمِ اللهِ تَعَالَى وَشَرْعِهِ.

وَلَوْلاَ
فَضْلُ ?للَّهِ عَلَيْكُمْ وَرَحْمَتُهُ فِي ?لدُّنْيَا وَ?لآخِرَةِ لَمَسَّكُمْ
فِي مَآ أَفَضْتُمْ فِيهِ عَذَابٌ عَظِيمٌ }


(14) - وَلَوْلاَ تَفَضُّلُ
اللهِ تَعَالَى عَلَيْكُم بِبَيَانِ الأَحْكَامِ، وَلَوْلاَ رَحْمَتُهُ بِكُمْ فِي
الدُّنْيَا بِعَدَمِ التَّعْجِيلِ بِالعُقُوبَةِ، وَفِي الآخِرَةِ بِالمَغْفِرَةِ،
لَنَزَلَ بِكُمْ عَذَابٌ عَظِيمٌ بِسَبَبَ الخَوْضِ فِي هَذِهِ
التُّهْمَةِ.

أَفَضْتُمْ فِيهِ - خُضْتُمْ فِيهِ مِنْ حَدِيثِ
الإِفْكِ.



إِذْ تَلَقَّوْنَهُ بِأَلْسِنَتِكُمْ وَتَقُولُونَ
بِأَفْوَاهِكُمْ مَّا لَّيْسَ لَكُمْ بِهِ عِلْمٌ وَتَحْسَبُونَهُ هَيِّناً وَهُوَ
عِندَ ?للَّهِ عَظِيمٌ }


(15) - فَقَدْ تَنَاقَلْتُمْ الخَبَرَ
بِأَلْسِنَتِكُمْ، وَأَشَعْتُمُوهُ بَيْنَكُمْ، وَلَمْ يَكُنْ عِنْدَكُمْ عِلْمٌ
بِصِحَّتِهِ، وَتَظُنَّونَ أَنَّ هَذَا العَمَلَ هَيِّنٌ، لاَ يُعَاقِبُ اللهُ
عَلَيْهِ، أَوْ أَنَّ عِقَابَه يَسِيرٌ، مَعَ أَنَّه خَطِيرٌ يُعَاقِبُ اللهُ
عَلَيْهِ عِقَاباً شَدِيداً.

(وَفِي الحَدِيثِ: " إِنَّ الرَّجُلَ
لِيَتَكَلَّمُ بِالكَلِِمَةِ مِنْ سَخَطِ اللهِ لاَ يَدْرِي مَا تَبْلُغُ يَهْوِي
بِهََا فِي النَّارِ أَبْعَدَ مِمَّا بِيْنَ السَّماءِ والأَرْضِ " )، (رواهُ مسلمٌ
والبخاري).

تَحْسَبُونَهُُ هَيِّناً - تَظُنُّونَهُ سَهْلاً لاَ تَبِعَةَ
فِيهِ.

{ وَلَوْلا? إِذْ سَمِعْتُمُوهُ قُلْتُمْ مَّا يَكُونُ لَنَآ أَن
نَّتَكَلَّمَ بِهَـ?ذَا سُبْحَانَكَ هَـ?ذَا بُهْتَانٌ عَظِيمٌ }


(16) -
وَكَانَ يَنْبَغِي عَلَيْكُمْ عِنْدَ سَمَاعِ مَا أَشَاعَهُ المُنَافِقُونَ مِنْ
حَدِيثِ الإِفْكِ والكَذِب والافْتِرَاءِ عَلَى أُمِّ المُؤْمِنِينَ الطَاهِرَةِ،
أَنْ تَنْصحُوا بِعَدَمِ الخَوْضِ فِيهِ لأَنَّهُ غَيْرُ لاَئِق بِكُمْ، وأَنْ
تَتَعَجَّبُوا مِنْ اخْتِرَاعِ هَذَا النَّوْعِ، مِنْ الكَذِبِ والبُهْتَانِ، وأَنْ
تَقُولُوا: لاَ يَنْبَغِي لَنَا أَنْ نَتَفَوَّهَ بِهَذَا الكَلاَمِ، وَلاَ أَنْ
نَذْكُرَهُ لأَحَدٍ تَنَزَّهَ اللهُ رَبُّنَا أَنْ يُقَالَ هَذَا الكَلامُ، عَلَى
ابنةِ الصِّدِّيقِ زَوْجَةِ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم فَمَا هُوَ إِلاَّ
كَذِبٌ وَبُهَتَانٌ، وَإِنَّنا لَنَبْرَأُ إِلَى اللهِ رَبِّنَا مِنْهُ، وَمِنْ
كُلِّ أَفَّاكٍ أَثِيمٍ سَوَّلَتْ لَهُ نَفْسُه أَنْ يَكُونَ الوَسِيلةَ فِي
انْتِشَارِ هَذَا القَوْلِ الكَاذِبِ بَيْنَ المُؤْمِنِينَ.


بُهَتَانٌ -
كَذِبٌ يُحَيِّرُ سَامِعَهُ لِفَظَاعَتِهِ.

يَعِظُكُمُ ?للَّهُ أَن
تَعُودُواْ لِمِثْلِهِ أَبَداً إِن كُنتُمْ مُّؤْمِنِينَ }
(17) - وَيَنْهَاكُمُ
اللهُ تَعَالَى، وَيَعِظُكُم بِهَذِهِ المَوَاعِظِ التي تَعْرِفُونَ بِهَا عظَمَ
الذَّنْبِ، كَيْلاَ يَقَعَ مِثْلُ هَذَا مِنْكُمْ فِيمَا يَسْتَقْبَلُ مِنْ
الزَّمَانِ، إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ بِاللهِ وَشَرْعِهِ، وَمِمَّنْ يْعَظِّمُونَ
رَسُولَ اللهِ، فَإِنَّ صِفَةَ الإِيْمَانِ تَتَنَافَى مَعَ مِثلِ هَذِهِ
المَعْصِيَةِ.



وَيُبَيِّنُ ?للَّهُ لَكُمُ ?لآيَاتِ وَ?للَّهُ
عَلِيمٌ حَكِيمٌ

(18) - وَيُنَزِّلُ اللهُ تَعَالَى لَكُمُ الآيَاتِ
الدَّالَةَ عَلَى الأَحْكَامِ وَاضِحَةً جَلِيَّةَ، واللهُ أَعْلَمُ بِمَا يُصْلِحُ
عِبَادَه، حَكِيمٌ فِي شَرْعِهِ وَقَدَرِهِ.

إِنَّ ?لَّذِينَ يُحِبُّونَ أَن
تَشِيعَ ?لْفَاحِشَةُ فِي ?لَّذِينَ آمَنُواْ لَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ فِي
?لدُّنْيَا وَ?لآخِرَةِ وَ?للَّهُ يَعْلَمُ وَأَنْتُمْ لاَ تَعْلَمُونَ }
(19) -
إِنَّ الذينَ يَرْمُونَ المُحْصنَاتِ، وَبِخَاصَّةِ أُوْلَئِكَ الذين
يَتَجَرَّؤُونَ عَلَى رَمِي بَيْتِ النُّبُوَّةِ الكَرِيمِ، إِنَّمَا يَعْمَلُونَ
عَلَى زَعْزَعَةِ ثِقَةِ الجَمَاعَةِ المُسْلِمَةِ بالخَيْرِ والعِفَّةِ، وَعَلَى
إِزَالَةِ التَّحَرُّجِ مِنْ ارْتِكَابِ الفَاحِشَةِ، وَذَلِكَ عَنْ طَرِيقِ
الإِيْحَاءِ بِأَنَّ الفَاحِشَةَ شَائِعَةٌ فِيهَا، وَبِذَلِكَ تَشِيعٌ الفَاحِشَةُ
فِي النُّفُوسِ، ثُمَّ تَشِيعُ بَعْدَ ذَلِكَ فِي الوَاقِعِ، فَهَؤُلاَءِ لَهُمْ
عَذَابٌ أَلِيمٌ عَنْدَ اللهِ: فِي الدُّنْيَا بِإِقَامَةِ الحَدِّ عَلَيْهِم،
واللَّعْنِ والذَّمِّ مِنَ النَّاسِ، وَفِي الآخِرَةِ بِعَذَابِ النَّارِ. وَمَنْ
ذا الذي يَرَى الظَّاهِرَ والبَاطِنَ، وَلاَ يَخْفَى عَلَيْه شَيءٌ غَيْرُ اللهِ
تَعَالَى العَلِيمِ الخَبِيرِ؟ فَرُدُّوا الأُمُورَ إِلَى الله تَرْشُدُوا، وَلاَ
تَرْوُوا مَا لاَ علْمَ لَكُمْ بِهِ.

{ وَلَوْلاَ فَضْلُ ?للَّهِ عَلَيْكُمْ
وَرَحْمَتُهُ وَأَنَّ ?للَّهَ رَءُوفٌ رَّحِيمٌ }


(20) - فَلَوْلاَ
فَضْلُ اللهِ عَلَيْكُم، وَلَوْلاَ رَحْمَتُهُ بِكُمْ بَعْدَ الذي قِيلَ،
لأَهْلَكَكُم، وَلَكِنَّهُ تَعَالَى رَؤُوف بِعِبَادِهِ، رَحِيمٌ بِهِمْ، فَتَابَ
عَلَى مَنْ تَابَ إِلَيهِ مِنْ هَذِهِ القَضِيَّةِ، وَطَهَّرَ مِنْهُم مَنْ طَهَّرَ
بِالحدِّ الذِي أُقِيمَ عَلَيْهِ.




{ ي?أَيُّهَا ?لَّذِينَ آمَنُواْ لاَ تَتَّبِعُواْ خُطُوَاتِ
?لشَّيْطَانِ وَمَن يَتَّبِعْ خُطُوَاتِ ?لشَّيْطَانِ فَإِنَّهُ يَأْمُرُ
بِ?لْفَحْشَآءِ وَ?لْمُنْكَرِ وَلَوْلاَ فَضْلُ ?للَّهِ عَلَيْكُمْ وَرَحْمَتُهُ
مَا زَكَا مِنكُمْ مِّنْ أَحَدٍ أَبَداً وَلَـ?كِنَّ ?للَّهَ يُزَكِّي مَن يَشَآءُ
وَ?للَّهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ }(21) - يَأْمُرُ اللهُ المُؤْمِنِينَ بِأَلاَّ
يَتَّبعُوا خُطُوَاتِ الشَّيْطَانِ وَمَسَالِكَهِ، وَمَا يَأْمُرُ بِهِ
أَوْلِيَاءَهُ، والشَّيْطَانُ إِنَّمَا يَأْمُرُ أَوْلِيَاءَهُ بِفِعْلِ
الفَاحِشَةِ وإِشَاعَتِهَا وارْتِكَابِ المُنْكَرَاتِ، فَمَنْ اتَّبَعَ خُطُوَاتِ
الشَّيْطَانِ جَرَّهُ إِلَى إِرْتِكَابِ هَذِهِ المُوبقَاتِ. وَلَوْلاَ أَنَّ اللهَ
تَعَالَى يَرْزقُ مَنْ يَشَاءُ التَّوْبَةَ، والرُّجُوعَ إِلَيْهِ، وَيُزَكِّي
بِهَا النُّفُوسَ وَيُطَهِّرُهَا مِنْ شِرْكِهَا وَفُجُورِهَا وَدَنسِها، لَمَا
تَطَهَّر مِنْكُم أَحَدٌ مِنْ ذَنْبِهِ، وَلَكَانَتْ عَاقِبَتُهُ النَّكَالَ
والوَبَالَ، وَلَعَاجَلَكُم بالعُقُوبَةِ، وَلَكِنَّ اللهَ تَعَالَى يُزَكِّي مَنْ
يَشَاءُ، واللهُ سَمِيعٌ لأَِقْوَالِ العِبَادِ، عَلِيمٌ بِمَنْ يَسْتَحِقُّ
مِنْهُم الهِدَايَةَ فَيَهْدِيِهِ.

{ وَلاَ يَأْتَلِ أُوْلُواْ ?لْفَضْلِ
مِنكُمْ وَ?لسَّعَةِ أَن يُؤْتُو?اْ أُوْلِي ?لْقُرْبَى? وَ?لْمَسَاكِينَ
وَ?لْمُهَاجِرِينَ فِي سَبِيلِ ?للَّهِ وَلْيَعْفُواْ وَلْيَصْفَحُو?اْ أَلاَ
تُحِبُّونَ أَن يَغْفِرَ ?للَّهُ لَكُمْ وَ?للَّهُ غَفُورٌ رَّحِيمٌ
(22) -
وَلاَ يَحْلِفِ القَادِرُونَ مِنْكُم عَلَى الإِنْفَاقِ والإِحْسَانِ (أُولُو
الفَضْلِ)، والذينَ يَجِدُونَ سَعَةً فِي الرِّزْقِ، عَلَى أَنْ لاَ يَصِلُوا
أَقْرَبَاءَهُمْ المَسَاكِينَ والمُهَاجِرِينَ، وَلَيَصْفَحُوا عَنْهُم،
وَلْيَعْفُوا عَمَّا تَقَدَّمَ مِنْهُمْ مِنْ الإِسَاءَةِ والأَذَى، فَاللهُ
تَعَالَى يَجْزِيهِمْ بِصَفْحِهِمْ عَنْ أَذَى ذَوِي قُرْبَاهُمْ المَسَاكِينِ،
وَعَلَى إِحْسَانِهِمْ إِلَيْهِمْ، بالعَفُوِ والمَغْفِرَةِ. فَإِذَا كُنْتُمْ
تُحِبُّونَ أَنْ يَعَفُو رَبُّكُم عَنْ سَيِّئَاتِكُم، فَافْعَلُوا مَعَ المُسِيءِ
إِلَيْكُم مِثْلَمَا تُحِبُّونَ أَنْ يَفْعَلَ بِكُمْ رَبُّكُم، وَتَأَدَّبُوا
بِأَدَبِهِ تَعَالَى، فَهُوَ وَاسِعُ المَغْفِرَةِ والرَّحْمَةِ.

(نَزَلَتْ
هَذِهِ الآيَةُ الكَرِيمَةُ فِي أَبِي بَكْرٍ الصِّدِّيقِ حِينَمَا أَقْسَمَ عَلَى
أَنْ لاَ يُنْفِقَ عَلَى ابنِ خَالَتِهِ مِسْطَحِ بنِ أُثَاثَةَ، وَهُوَ مِنْ
فُقَرَاءِ المُهاجِرِينَ لِمَا خَاضَ فِيهِ مِنْ حَدِيثِ الإِفْكِ، فَلَمَّا
نَزَلَتْ هَذِهِ الآيَةُ قَالَ أَبُو بَكْرٍ: (بَلَى وَاللهِ إِنَّا نُحِبُّ أَنْ
تَغْفِرَ لَنَا يَا رَبّ). ثُمَّ عَادَ إِلَى مَا كَانَ عَلَيْهِ مِنَ الإِنْفَاقِ
عَلَى مِسْطَحٍ

إِنَّ ?لَّذِينَ يَرْمُونَ ?لْمُحْصَنَاتِ ?لْغَافِلاَتِ
?لْمُؤْمِناتِ لُعِنُواْ فِي ?لدُّنْيَا وَ?لآخِرَةِ وَلَهُمْ عَذَابٌ عَظِيمٌ


(23) - يَتَوَعَّدُ اللهُ تَعَالَى الذينَ يَتَّهِمُونَ بِالفَاحِشَةِ
النِّسَاءَ العَفِيفَاتِ (المُحْصَنَاتِ) الغَافِلاَتِ عَنْهَا، المُؤْمِنَاتِ
(وَمِنْ بَابِ أوْلَى أُمَهَاتِ المُؤْمِنِينَ)، وَيَقُولُ لَهُمْ: إِنَّهُمْ
لُعِنُوا فِي الدُّنْيَا والآخِرَةِ، وَإِنَّهُ تَعَالَى أَعَدَّ لَهُمْ عَذَاباً
عَظِيماً يَوْمَ القِيَامَةِ إِذَا لَمْ يَتُوبُوا فَإِذَا تَابُوا قُبِلَتْ
تَوْبَتُهمْ.

المُحْصَنَاتُ - العَفِيفَاتُ.

{ يَوْمَ تَشْهَدُ
عَلَيْهِمْ أَلْسِنَتُهُمْ وَأَيْدِيهِمْ وَأَرْجُلُهُمْ بِمَا كَانُواْ
يَعْمَلُونَ }


(24) - وَيُنْزِلُ اللهُ تَعَالَى بالفَاسِقِينَ، الذينَ
يَقْذِفُونَ المُحْصَنَاتِ المُؤْمِنَاتِ الغَافِلاَتِ، العَذَابَ الأَلِيمَ يَوْمَ
القِيَامَةِ، وَهُوَ يَوْمٌ لاَ سَبِيلَ فِيهِ للإِنْكَارِ، لأَِنَّهُمْ تَشْهَدُ
عَلَيْهِمْ أَلْسِنَتُهُمْ بِمَا نَطَقَتْ، كَمَا تَشْهَدُ عَلَيْهِمْ أَيْدِيهِمْ
وأَرْجُلُهُم بِجَمِيعِ ما ارْتَكَبُوهُ مِنْ آثَامٍ إِذْ يُنْطِقُها اللهُ
تَعَالَى الذي أَنْطَقَ كُلَّ شَيءٍ.

وَقَالَ ابنُ عَبَّاسٍ فِي تَفَسِيرِ
هَذِهِ الآيَةِ: إِنَّ المُشْرِكِينَ حِينَ يَرَوْنَ يَوْمَ القِيَامَةِ أَنَّهُ
لاَ يَدْخُلُ الجَنَّةَ إِلاَّ أَهْلُ الإِيْمَانِ والصَّلاَةِ، يَقُولُونَ:
تَعَالوا نَجْحَدْ، وَنُنْكِرْ مَا كَانَ مِنَّا، فَيَجْحَدُونَ، فَيَخْتِمُ اللهُ
عَلَى أَفْوَاهِهِم وَتَشْهَدُ عَلَيْهِمْ أَيْدِيهِم وَأَرْجُلُهُمْ بِمَا كَانُوا
يَجْتَرِحُونَ مِنَ السَّيِّئَاتِ، وَلاَ يَكْتُمُونَ اللهَ
حَدِيثاً


يَوْمَئِذٍ يُوَفِّيهِمُ ?للَّهُ دِينَهُمُ ?لْحَقَّ
وَيَعْلَمُونَ أَنَّ ?للَّهَ هُوَ ?لْحَقُّ ?لْمُبِينُ }


(25) - وَفِي
ذَلِكَ اليَوْمِ يُوَفِّيهِمُ اللهُ تَعَالَى جَزَاءَهُمْ عَلَى أَعْمَالِهِمْ
بالتَّمَامِ والكَمَالِ (دِينَهُمُ الحَقَّ)، وَحِينَئذٍ يَعْلَمُونَ أَنَّ وَعْدَ
اللهِ حَقٌّ، وَوَعِيدَهُ حَقٌّ، وَحِسَابَه هُوَ العَدْلُ الذي لاَ جَوْرَ فِيهِ،
وَيَزُولُ عَنْهُمْ كُلُّ شَكٍّ وَرَيْبٍ أَلَمَّ بِهِمْ فِي الدَّارِ
الدُّنْيَا.




?لْخَبِيثَاتُ لِلْخَبِيثِينَ وَ?لْخَبِيثُونَ لِلْخَبِيثَاتِ
وَ?لطَّيِّبَاتُ لِلطَّيِّبِينَ وَ?لطَّيِّبُونَ لِلْطَّيِّبَاتِ أُوْلَـ?ئِكَ
مُبَرَّءُونَ مِمَّا يَقُولُونَ لَهُم مَّغْفِرَةٌ وَرِزْقٌ كَرِيمٌ }
(26) -
النِّسَاءُ الخَبِيثَاتُ يَكُنَّ للرِّجَالِ الخَبِيِثِينَ، والخَبِيثُونَ مِنَ
الرِّجَالِ يَكُونُونُ لِلخَبِيثَاتِ مِنَ النِّسَاءِ، والطَّيِّبُونَ مِنَ
الرِّجَالِ يَكُونُونَ للطَّيِّبَاتِ مِنَ النِّسَاءِ، والطَّيِّبَاتُ مِنَ
النِّسَاءِ يَكُنَّ للطِّيِّبِينَ مِنَ الرِّجَالِ، لأَِنَّ المُجَانَسَةَ مِنْ
دَوَاعِي الالْفَةِ، فَمَا كَانَ اللهُ تَعَالَى لِيَجْعَلَ عَائِشَةَ رِضْوَانُ
اللهِ عَلَيْهَا، إِلاَّ وَهِيَ طَيِّبَةٌ، لأَِنَّهُ صلى الله عليه وسلم أَطْيَبُ
خَلْقِ اللهِ، وَلَوْ كَانَتْ خَبِيثَةً لمَا صَلَحَتْ لَهُ شَرْعاً وَلاَ
قَدَراً.

والطَّيِّبُونَ والطَّيِّبَاتُ بَعِيدُونَ عَمَّا يَقُولُه أَهْلُ
الإِفْكِ، مُبَرَّؤونَ مِنَ التُّهَمِ التي يَصِفُهُمْ بِهَا الخَبِيثُونَ،
وَلَهُمْ مَغْفِرَةٌ مِنْ رَبِّهِمْ بِسَبَبِ مَا قِيلَ فِيهِمْ مِنَ الكَذِبِ،
وَلَهُمْ عِنْدَ اللهِ جَنَّاتُ النَّعِيمِ، والرِّزْقُ
الكَرِيمُ


ي?أَيُّهَا ?لَّذِينَ آمَنُواْ لاَ تَدْخُلُواْ بُيُوتاً
غَيْرَ بُيُوتِكُمْ حَتَّى? تَسْتَأْنِسُواْ وَتُسَلِّمُواْ عَلَى? أَهْلِهَا
ذ?لِكُمْ خَيْرٌ لَّكُمْ لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ }
(27) - يُؤَدِّبُ اللهُ
تَعَالَى عِبَادَهُ المُؤْمِنِينَ فَيَأْمُرُهُم بِأَلاَّ يَدْخُلُوا بُيوتاً
غَيْرَ بُيُوتِهِمْ حَتَّى يَسْتَأْذِنُوا قَبْلَ الدُّخُولِ (يَسْتَأنِسُوا)،
وَيُسَلِّمُوا بَعْدَ الاسْتِئْذَانِ، وَيَنْبَغِي أَنْ يَسْتَأَذِنُوا ثَلاَثَ
مَرَّاتٍ، فَإِذَا أُذِنَ لَهُمْ دَخَلُوا وَإِلاَّ انْصَرَفُوا، فَالاسْتِئْذَانُ
خَيْرٌ لِلمُسْتَأذِنِ وَلأَهْلِ البَيْتِ، فالبيْتُ سَكَنٌ يَفِيءُ إِلَيْهِ
النَّاسُ فَتَسْكُنُ أَرْوَاحُهُمْ، وَيَطْمَئِنُّونَ عَلَى عَوْرَاتِهِمْ
وَحُرُمَاتِهِمْ، وَيُلْقُونَ عَنْهُمْ أَعْبَاءَ الحِرْصِ والحَذَرِ المُرْهِقَةِ
للنُّفُوسِ والأَعْصَابِ، والبُيُوتُ لاَ تَكُونُ كَذَلِكَ إِلاَّ حِينَ تَكُونُ
حَرَمَاً آمِناً لاَ يَسْتَبِيحُهُ أَحَدٌ إِلاَّ بِعِلمِ أَهْلِهِ وَإِذْنِهِمْ
فِي الوَقتِ الذي يُرِيدُونَ هُمْ.

(وَكَانُوا فِي الجَاهِلِيَّةِ
يَدْخُلُونَ بِدُونِ اسْتِئْذَانٍ ثُمَّ يَقُولُونَ لَقَدْ
دَخَلْنَا).


{ فَإِن لَّمْ تَجِدُواْ فِيهَآ أَحَداً فَلاَ تَدْخُلُوهَا
حَتَّى? يُؤْذَنَ لَكُمْ وَإِن قِيلَ لَكُمْ ?رْجِعُواْ فَ?رْجِعُواْ هُوَ أَزْكَى?
لَكُمْ وَ?للَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ عَلِيمٌ }
(28) - فَإِذَا لَمْ يَجِدُوا فِي
هَذَهِ البُيُوتِ أَحَداً يَأْذَنُ لَهُمْ بِالدُّخُولِ إِلَيْهَا، كَانَ
عَلَيْهِمْ أَلاَّ يَدْخُلُوهَا، وَإِذَا كَانَ أَهْلُ البَيْتِ فِيهِ، وَلَمْ
يَأْذَنُوا بالدُّخُولِ، كَانَ عَلَى الزَّائِرِ الانْصِرَافُ، وَلَيْسَ لَهُ
الدُّخُولُ، وَلَيْسَ لَهُ أَنْ يَغْضَبَ، أو يَسْتَشْعِرَ مِنْ أَهْلِ البَيْتِ
الإِسَاءَةَ إِلَيْهِ، أو النُّفْرَةَ مِنْهُ، فَلِلنَّاسِ أسْرَارُهم
وَأَعْذَارُهُمْ وَيَجِبُ أَنْ يُتْرَكَ لَهُمْ وَحْدَهُمْ حَقُّ تَقْدِيرِ
ظُرُوفِهِمْ. وَاللهُ هُوَ المُطَّلِعُ عَلَى خَفَايَا القُلُوبِ، وهُوَ العَلِيمُ
بالدَّوَافِعِ.


{ لَّيْسَ عَلَيْكُمْ جُنَاحٌ أَن تَدْخُلُواْ بُيُوتاً
غَيْرَ مَسْكُونَةٍ فِيهَا مَتَاعٌ لَّكُمْ وَ?للَّهُ يَعْلَمُ مَا تُبْدُونَ وَمَا
تَكْتُمُونَ }

(29) - وَلاَ بَأسَ عَلَيْكُم أَيُّهَا المُؤْمِنُونَ فِي
أَنْ تَدْخُلوا بُيوتاً غَيْرَ مُعَدَّةٍ لِسُكْنَى قَوْمٍ مُعَيِّنِينَ، وَلَكُمْ
فِيها مَتَاعٌ، كالحَمَّامَاتِ، والفَنَادِقِ، والخَانَاتِ المُعَدَّةِ
لاسْتِِقْبَالِ العَامَّةِ، فَإِذَا أُذِنَ لِلزَّائِرِ أَوَّلَ مَرَّةٍ كَفَى،
والأَمْرُ مُتَعَلِّقٌ بِاطِّلاَعِ اللهِ عَلَى ظَاهِرِكُم وَبَاطِنكُم،
وَرَقَابَتهُ عَلَى سَرَائِرِكُم وَعَلاَنِيتِكم، وَفِي هَذِهِ الرَّقَابَةِ
ضَمَانَةٌ لِطَاعَةِ القُلُوبِ وامْتِثَالِهَا للأَدَبِ الذي يُؤِدِّبُها بِهِ
الله.


{ قُلْ لِّلْمُؤْمِنِينَ يَغُضُّواْ مِنْ أَبْصَارِهِمْ
وَيَحْفَظُواْ فُرُوجَهُمْ ذ?لِكَ أَزْكَى? لَهُمْ إِنَّ ?للَّهَ خَبِيرٌ بِمَا
يَصْنَعُونَ } * { وَقُل لِّلْمُؤْمِنَاتِ يَغْضُضْنَ مِنْ أَبْصَارِهِنَّ
وَيَحْفَظْنَ فُرُوجَهُنَّ وَلاَ يُبْدِينَ زِينَتَهُنَّ إِلاَّ مَا ظَهَرَ مِنْهَا
وَلْيَضْرِبْنَ بِخُمُرِهِنَّ عَلَى? جُيُوبِهِنَّ وَلاَ يُبْدِينَ زِينَتَهُنَّ
إِلاَّ لِبُعُولَتِهِنَّ أَوْ آبَآئِهِنَّ أَوْ آبَآءِ بُعُولَتِهِنَّ أَوْ
أَبْنَآئِهِنَّ أَوْ أَبْنَآءِ بُعُولَتِهِنَّ أَوْ إِخْوَانِهِنَّ أَوْ بَنِي?
إِخْوَانِهِنَّ أَوْ بَنِي أَخَوَاتِهِنَّ أَوْ نِسَآئِهِنَّ أَوْ مَا مَلَكَتْ
أَيْمَانُهُنَّ أَوِ ?لتَّابِعِينَ غَيْرِ أُوْلِي ?لإِرْبَةِ مِنَ ?لرِّجَالِ أَوِ
?لطِّفْلِ ?لَّذِينَ لَمْ يَظْهَرُواْ عَلَى? عَوْرَاتِ ?لنِّسَآءِ وَلاَ
يَضْرِبْنَ بِأَرْجُلِهِنَّ لِيُعْلَمَ مَا يُخْفِينَ مِن زِينَتِهِنَّ وَتُوبُو?اْ
إِلَى ?للَّهِ جَمِيعاً أَيُّهَ ?لْمُؤْمِنُونَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ }

{
يغضوا من أبصارهم } : أي يخفضوا من أبصارهم حتى لا ينظروا إلى نساء لا يحل لهم أن
ينظروا إليهن.

{ ويحفظوا فروجهم } : أي يصونونها من النظر إليها ومن إتيان
الفاحشة الزنى واللواط.

{ أزكى لهم } : أي أكثر تزكية لنفوسهم من فعل
المندوبات والمستحبات.

{ ولا يبدين زينتهن } : أي مواضع الزينة الساقين حيث
يوضع الخلخال، وكالكفين والذراعين حيث الأساور والخواتم والحناء والرأس حيث الشعر
والأقراط في الأذنين والتزجيج في الحاجبين والكحل في العينين والعنق والصدر حيث
السخاب والقلائد.

{ إلا ما ظهر منها } : أي بالضرورة دون اختي
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
 
تفسير سوره النور
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-
» تفسير قوله تعالى: (وَاللَّهُ لَا يَهْدِي الْقَوْمَ الْكَافِرِينَ)
» تفسير سوررة الفاتحه
» تفسير الإمام الشافعي
» تفسير سورة الرعد للشيخ حازم شومان
» سلسلة تفسير القرآن للشيخ محمد حسان

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
منتديات النحاس - المنا صافور  :: المنتدى الاسلامى :: القرآن الكريم-
انتقل الى: